تحاليل _ تحاليل سياسية _ ثمن إزاحة الإخوان |بقلم: أبو علاء دماج*.
لم يخسر العرب طوال تاريخهم الطويل كما خسروا الآن
وما زالوا يخسرون حتى هذه اللحظة .. يخسرون السيادة والأموال والأرواح .. كل تلك الخسارة هي ثمن إزاحة الإخوان المسلمين من الساحة السياسية ..
وعندما تحسب ذلك الثمن الذي يدفعه العرب جراء محاربة الإخوان، تجد أشياء مهولة لا تصدّق .. وإنّي أتساءل هل أصبح الحكّام العرب وشعوبهم بلا عقول :
دفعوا للإنقابيين في مصر عشرات وعشرات المليارات من أجل ازاحة الإخوان .. وماذا استفاد العرب من ذلك؟ .. ذهبت المليارات سدى .. وأصبحت مصر كلّها في كفّ عفريت .. فإما أن يدفع العرب مليارات أكثر وأكثر وإلّا فإنّ العفاريت سيأخذون مصر مباشرة إلى التحالف الإيراني وسيبيعوها لإيران بدون ثمن .. بينما لو بقى الإخوان حكّاما إلى الآن لكانت مصر خير معين وحارس لدول الخليج ممّا يحاك لهم من التآمر الدولي الذي أصبح واضحا للعيان ..
ودفعوا .. مليارات الدولارات سرّا وجهرا للإنقلابيين في اليمن من أجل ازاحة الإصلاح الإخواني .. فماذا ترتب على ذلك؟ .. مليارات ذهبت سدى .. وسقطت اليمن كلّها في يد ايران .. ولزم على العرب دفع مئات مليارات الدولارات ثمن التحالف العربي في حربه في اليمن .. ومازال الدفع مستمرّا لكلّ القوى المشاركة في التحالف .. بينما لو بقي الإصلاح ومضى مشروع الثورة لكانت اليمن هي السّور المنيع الحامي للجزيرة العربية ..
دفعت كثير من الدول العربية أموالا طائلة حتى لا تنتصر المعارضة الإخوانية في سوريا .. وأخيرا دُمّرت دولة عربية بالكامل كانت ستكون عونا للعرب في المستقبل .. وظهرت داعش
وقام تحالف دولي على سوريا سيعزلها عن العرب وسيجعلها تحت الوصاية الدولية الأجنبية عقودا من الزمن ..
دفعت الأنظمة العربية .. مليارات الدولارات ثمن ازاحة الإخوان من ليبيا .. فماذا استفاد العرب؟ .. سوى ظهور كيانات عشائرية .. تأكل بعضها بعضا .. وأصبحت هي البديل للدولة القوية التي كان سيبنيها الإخوان في ليبيا .. والتي لن تكون إلا خيرا لللّيبين وذخرا للعرب ..
دفعت بعض الدول العربية .. ما يقارب الخمسين مليار دولار تكاليف الانقلاب الفاشل في تركيا .. من أجل إسقاط الإخوان .. والذي كان سيترتّب عنه لو نجح الانقلاب عودة تركيا إلى حضن إسرائيل .. وانضمامها إلي التحالف الروسي والإيراني .. ضدّ سوريا والعرب .. وهو ما يعني خروج تركيا من التحالف الإسلامي .. رعد الشمال .. الذي شكّل أوّل تحالف إسلامي في العصر الحديث وكان خطوة أولى في طريق العودة المجيدة لهذه الأمّة .. حتى تحقيق نظام إسلامي حديث يعود بالعرب والمسلمين إلى المكانة الصحيحة لهم بين الأمم ..
لماذا هذا السّفه من الأنظمة الحاكمة؟ ..
لماذا يدفعون هذا الثمن كلّه من أجل ازاحة الإخوان؟ ..
هل ازاحة الإخوان من الساحة السياسية يستحقّ أن يدفع له ذلك الثمن كلّه؟؟ ..
ما الخطورة التي ستحدث إذا صعد الإخوان للحكم؟؟ ..
وصل الإخوان للحكم في فلسطين .. فلم يؤذوا أحدا غير اليهود وإسرائيل ..
وصل الإخوان إلى السلطة في تركيا فلم يخسر تركيا إلّا إسرائيل .. وكان وصول الإخوان في تركيا إلى الحكم خيرا للعرب والمسلمين ..
الإخوان لا يريدون إلّا صناعة نظام عالمي يرتقي بالأمّة .. إلى أن تكون هذه الأمة هي سيدة الأمم .. فأين الخطر في ذلك؟؟ ..
وهل الخطر الحقيقي هم الإخوان .. أم هذه الأنظمة الحاكمة هي الخطر الحقيقي؟؟ ..
هذه الأنظمة هي من أوصلت الأمة إلى ما هي علية من الذلّ والمهانة والتبعية والخضوع وبيع المبادئ والسيادة للدول التي لا تريد للإسلام أن يقوم من جديد ..
فمن يمسك سفه الأنظمة في محاربة الحقّ بمال الأمّة ؟؟..
لو أن تلك الأموال التي انقفوها لمحاربة الإخوان .. والتي فاقت مئات مليارات الدولارات .. لو أنهم أنفقوها في تنمية الشعوب العربية .. لما وجد عاطل ولا فقير ولا محتاج .. ولكان مستوى دخل المواطن العربي أفضل من غيره .. في أمريكا وأروبا ..
بل أقول .. والله لوكان الإخوان بيدهم السلطة وأتمّوا خطّتهم في توحيد العالم العربي والإسلامي .. ووصلت هذه الأموال إلى أيديهم، لقلبوا بهذه الأموال الطاولة على الدول العظمى وعلى النظام العالمي برمّته.
ولكن من يعي خطورة ما يجري .. وفداحته ..؟؟؟
——————————————————————————-
*كاتب من اليمن.
لقد اصبت عين الحقيقه جزاك الله خيراً
جزاك الله خير
بينت وابدعت وشرحت وا وضحت سلمت اناملك