الأمن التونسي يستجوب مدير موقع إلكتروني بعد وثيقة “مسرّبة” بشأن مشروع قانون المصالحة الاقتصادية.
الجمعي الصحبي العليمي
4 مايو، 2017
غير مصنف
1,296 زيارة
تحاليل _ الأمن التونسي يستجوب مدير موقع إلكتروني بعد وثيقة “مسرّبة” بشأن مشروع قانون المصالحة الاقتصادية.
أعلن مسؤول عن موقع اخباري تونسي الخميس أنّه تعرض للاستجواب من جهاز الأمن اثر نشره مقالا عن “خطّة” لرئاسة الجمهورية للدفاع عن مشروع قانون المصالحة الاقتصادية المثير للجدل.
وقال سامي بن غربية مدير موقع “نواة” لفرانس برس أنه تمّ استجوابه الأربعاء من فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالعوينة بتهمة “سرقة واختلاس مكاتيب وإفشاء أسرار” بناء على الوثيقة “المسرّبة”.
وندّدت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين “بضغوطات رئاسة الجمهورية على عمل السلطة القضائية والتنفيذية في مسار التحقيق مع العاملين في موقع (نواة) و”تدين النقابة استعمال رئاسة الجمهورية للقضاء والأمن للتضييق على حرية الصحافة”.
من جهتها ندّدت منظمة مراسلون بلا حدود “بأشدّ ما يمكن” باستجواب بن غربية.
ونفى مصدر في الرئاسة التونسية وجود أيّ “تدخّل أو ضغط” مؤكدا أنّ الرئاسة تحترم “حرية الصحافة و (..) استقلال القضاء”.
وكان ائتلاف منظمات غير حكومية تونسية ودولية حذر هذا الأسبوع من تراجع حرية الصحافة والتعبير في تونس البلد الناجي الوحيد من ثورات وانتفاضات واضطرابات “الربيع العربي”.
والمقال موضع الاستجواب كان نشره موقع نواة في 21 أفريل الماضي وتضمّن وثيقة قدمت باعتبارها محضرا عن اجتماع تمّ فيه تفصيل خطّة للرئاسة للدفاع، خصوصا عبر وسائل الإعلام، عن مشروع قانون “المصالحة الاقتصادية”.
وينصّ مشروع القانون الذي تبناه مجلس الوزراء في جويلية 2015 على العفو عن متورطين في قضايا فساد في مقابل استعادة ما سرق وخطايا.
وقدمت رئاسة الجمهورية مشروع القانون باعتباره وسيلة “لتحسين مناخ الاستثمار” في بلد يعاني اقتصاده صعوبات، في حين يعتبره معارضوه مجرّد محاولة “لتبييض فاسدين”.
وقال بن غربية إنّ المحقّقين “طلبوا مني كشف مصدر (الوثيقة المسرّبة) فقلت إنّ دوري يتمثل في حماية المصدر. فطلبوا أسماء كافة الصحافيين الذين اشتغلوا في التحقيق فقلت إنّ دوري هو حماية الصحافيين”.
وبحسب المصدر في رئاسة الجمهورية فإنّ الرئاسة لم تتقدّم بشكوى وان بن غربية استمع إليه “كشاهد وليس كمتهم”.
لكن ياسمين كاشا مديرة منظمة مراسلون بلا حدود لشمال إفريقيا قالت إن مجرّد “قضاء ست ساعات في استجواب سامي بن غربية بشأن مقال حول الرئاسة، وان يطلب منه كشف مصادره وهويات فريق نواة، أمر مثير للقلق الشديد”.