تحاليل _ تحاليل علمية _ الرّياضة تقي الجسم من الأزمات القلبية.
أشار باحثون إلى احتمال ارتباط الأزمات القلبية بحالة الضعف الصحي العام، الذي يصيب الإنسان عقب الإصابة بنزلات البرد، ودعوا إلى الوقاية من ذلك عبر النشاط الحركي المنتظم.
أجرى الخبراء في “جمعية القلب الأميركية” دراسة حول وسائل وقائية لمنع حدوث ذبحة صدرية، وتوصلوا إلى أن النشاط الحركي يعمل على تخفيف آثار وعواقب الذبحات الصدرية والقلبية، كما أنها قد تقي من الوفاة وتقلل من فرص الإصابة بذبحة صدرية جديدة.
وأوضح الباحثون أن ممارسة التمارين الرياضية بعد الذبحة الصدرية الأولى تؤثر في فرص النجاة من الموت نتيجة حدوث ذبحة صدرية ثانية.
وعلق الدكتور محمود حسنين -أستاذ أمراض القلب بكلية الطب جامعة الإسكندرية- على الدراسة قائلاً “إن احتمالات الإصابة بالذبحة الصدرية وجلطات القلب قد تتزايد مع برودة الجو، نتيجة تقلص الشرايين في الشتاء، مع زيادة لزوجة الدم، وقلة الرغبة في الحركة، وطول فترة الانكماش تحت البطاطين بحثاً عن الدفء”.
ونصح الدكتور “حسنين” باحتساء المزيد من السوائل، والمشي، والحرص على التطعيم باللقاح الواقي من فيروس “الأنفلونزا” ابتداء من شهر سبتمبر من كل عام، حتى يتمكن الجسم من حشد الأجسام المضادة للفيروس مع بداية الشتاء.
وأظهرت الدراسات أن المرضى الذين اعتادوا على مزاولة النشاط الحركي قبل الإصابة بالذبحة الصدرية واستمروا بممارسة المعدل نفسه بعد الإصابة، كانوا أقل عرضة للموت نتيجة ذبحة صدرية ثانية بنسبة 60 بالمئة أو الإصابة بها بنسبة 70 بالمئة.
أما إذا زاد المريض من معدل ممارسته للتمارين الرياضية بعد الإصابة بالذبحة الصدرية الأولى، فإن فرصة النجاة تزداد، حيث تكون نسبة الوفاة نتيجة الذبحة الصدرية الثانية أقل من 89 بالمئة وفرص حدوث الذبحة الجديدة أقل وتقدر بنسبة 78 بالمئة، وبالتالي فإن ممارسة الرياضة تضاعف من فرصة النجاة، وهذا ما أكدته “باربارة بلمونت” مديرة مركز التأهيل لأمراض القلب في ولاية دالاس الأميركية.
وأوضحت الدراسة أن طبيعة الحياة قبل الإصابة بالذبحة الصدرية لها تأثير في سرعة التأهيل والتماثل إلى الشفاء بعد الإصابة، فالشخص الذي أمضى حياته في الخمول سوف يحتاج إلى وقت أطول للشفاء من ذاك الذي أمضى حياته في المشي والنشاط الحركي.
وحددت الدراسة مستويات النشاط للمشاركين بعد الإصابة بالذبحة الصدرية الأولى، وتمت متابعة كيفية قضائهم أوقات الفراغ لمدة تتراوح بين سنتين إلى سبع سنوات، وقورن ذلك بحدوث الوفاة نتيجة الذبحة الصدرية.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين اعتادوا على مستوى عال من النشاط الحركي حتى وإن قلصوا هذا النشاط بعد الإصابة بالذبحة الصدرية، كانوا أقل عرضة للموت بسبب الذبحة الصدرية بنسبة 51 بالمئة مقارنة بالذين اعتادوا عدم الحركة، علما أن نتائج الدراسات لم تتأثر بعرق أو جنس المريض. ولذلك يُنصح أن يكون النشاط البدني الرياضي جزءا رئيسيا من برامج الوقاية من أمراض القلب للجميع، على أن تكون مزاولة النشاط الرياضي تحت الإشراف الطبي.
ولعل من أفضل التمارين الرياضية لمرضى القلب هو المشي أو استخدام الدراجات الثابتة وذلك لأنها تحتاج لبذل جهد معقول موزع على فترة طويلة، وهذا يقوي الجسم دون إجهاد القلب، بالإضافة لفائدته المهمة في خفض معدلات الكولسترول.
ومن أنواع الأنشطة الرياضية ذات الفائدة لمرضى القلب نذكر تمارين الأيروبيك وهي مهمة لزيادة قوة الجسم، وكذلك التمرينات الخاصة بالجزء العلوي من الجسم “حركة اليدين والجزء العلوي من الجسم” وذلك لأنها ذات تأثير مهم في تدريب عضلة القلب على تحمل زيادة الجهد.
ولكن الأطباء يؤكدون أن النشاط البدني هو أحد العوامل المهمة للنجاة من أمراض القلب وليس جميعها، فالالتزام بتناول الدواء خصوصا لدى مرضى السكري، والتغذية السليمة والامتناع عن التدخين كلها عوامل مهمة في حماية الجسم من أمراض القلب وعواقبها.
وأشارت دراسة أجرتها جامعة “كارديف” البريطانية، إلى أن برودة القدمين يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بنزلات البرد العادية، واستندت الدراسة إلى نتيجة تؤكد أن خمول الدورة الدموية يتسبب في خفض قدرة الجسم على مقاومة الجراثيم والفيروسات، فيما انتهت الدراسة التي أجريت على 180 طالبا إلى أن الأوعية الدموية بالأنف تنقبض عندما تنخفض حرارة الجسم، مما يسهل هجمات نزلات البرد.
وحذرت دراسة أميركية حديثة من أن الإصابة بفيروس الأنفلونزا في الشتاء ربما يزيد من مخاطر الإصابة بتسلخ الأبهر الحاد الذي يسبب الوفاة بشكل مفاجئ.
ووفقاً لموقع “هيلث داى نيوز”، أن تسلخ الأبهر الحاد هو عبارة عن تمزق يصيب جدار الشريان الأبهر المسؤول عن تدفق الدم من القلب إلى باقي أجهزة الجسم، مما يؤدي إلى تدفق الدم بين الطبقات المكونة لجداره، ويجبر هذه الطبقات على التباعد عن بعضها البعض، وهو من الحالات الطارئة التي قد تؤدي إلى الوفاة العاجلة حتى مع تقديم أفضل وأكمل العلاجات المتوفرة.
وقالت الدكتورة هارلين ساندو التي قادت الدراسة، إن تمزق الأبهر الحاد أو الأورطي يكون أعلى خلال موسم الأنفلونزا مما يكون عليه في أوقات أخرى من السنة، لذلك يجب على الناس الذين لديهم تاريخ عائلي من تمزق الأبهر مناقشة تعاطي لقاح الأنفلونزا مع أطبائهم.
وترجع خطورة الشتاء وبرودة الجو إلى أسباب أخرى كزيادة نشاط فيروس “الأنفلونزا” والذي يتكوّن بدوره من ثلاثة أنواع، وكل نوع ينفصل إلى فصائل، لكل منها درجات واختلافات وراثية وأخطرها النوع “إي” الذي يسبِّب الوفاة، غير أنه فيروس مخادع قادر على تغيير جيناته الوراثية كل عام، مما يستحيل معه إعطاء لقاح أو مصل مضاد لهذا الفيروس الذي يستطيع تغيير كل جيناته الوراثية خلال 4 سنوات، فيستحيل على جسم الإنسان التعرف عليه ومقاومته.
وتؤكد الإحصائيات أن “الأنفلونزا” تسبب 90 بالمئة من الوفيات بين المصابين الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري والقلب والكلى وأمراض الدم المزمنة، وكبار السن ومرضى حساسية الصدر والأنف. وقد تحدث تغيرات الأحماض الأمينية بالفيروس في فصلي الخريف والشتاء، كما يحدث تغير كامل في تركيب الجزيئين (هـ) و(ن) في خلايا الفيروس، ما يساعد على انتشاره في أنحاء العالم.
وتحول فيروس “الأنفلونزا” إلى وباء عالمي بين عامي 1957 و1968، ولكن ليس بنفس الدرجة الموجودة حاليا، لوجود المضادات الحيوية للبكتريا المصاحبة له، ومع كل ذلك يستحيل تحضير لقاح لهذا المرض والقضاء على خطورته بسبب التغيرات التي تحدث في جيناته.
ومع ذلك يفضل الأطباء حث الجميع، لاسيما كبار السن والأطفال على الوقاية من تسرب العدوى التي تنتشر بسرعة خلال الشتاء.
كشفت دراسة أميركية أن أفضل طريقة للوقاية من الزكام ونزلات البرد خلال شهور الشتاء، هي تدفئة الأنف عند الخروج من المنزل أو الانتقال لأي مكان بارد، حيث أوضح الباحثون أن الفيروسات التي تُسبب الزكام تتكاثر بشكل كبير داخل الأنف عند انخفاض درجة الحرارة.
وأظهرت الدراسة أن درجات الحرارة المنخفضة، ربما تجعل من الصعب على الجسم مكافحة الخلل الناجم عن نصف حالات الزكام عند الأشخاص البالغين وكافة الحالات تقريبا لدى الأطفال، مما يدعم فكرة الخروج في الطقس البارد يعزز فرصة الإصابة بالزكام أو نزلات البرد.
أوضحت دراسة أعدتها جامعة كارني ميلون أن تناول أطعمة معينة يعزز المناعة كالإكثار من تناول الخضروات والفواكة وتجنب الأطعمة الدسمة المشبعة بالدهون، وقالت الدكتورة ملينا غامبوليس، إخصائية الحمية الغذائية واللياقة البدنية لشبكة سي إن إن عربية، إن البرتقال والمنتجات ذات اللون الأصفر والأخضر، الغنية بالمواد المضادة للتأكسد، أفضل الأطعمة للحماية من الأمراض الشتوية.