تحاليل _ تحاليل تربوية _ كَيْفَ نُنَمِّي ذَكَاءَ الطِّفْل ؟ | بقلم: إناس بوعلي*.
لقد أثبتت النظريات الحديثة التي تهتم بالذكاء الإنساني خطأ مقولات الذكاء الوراثي وأن هناك طفل يولد ذكي وآخر يولد بذكاء متواضع وأكدت أن ذكاء الطفل يتأثر بالبيئة المحيطة به وطريقة التربية التي يتلقاها، فالذكاء يتطور بالمقدرة على التفكير بأسلوب جديد ومواجهة تحديات جديدة والنظر للأمور من زاوية مختلفة على المألوف لذلك كان من الضروري توفير بيئة تعليمية محفّزة تثير فضول الأطفال وتدفعهم إلى التفكير والإبداع لإيجاد حلول بطريقة مبتكرة. يمكنك أيها المربي تطوير معدّل ذكاء الطفل بتعليمه كيف يفكّر بأسلوب سليم وشكل أفضل وذلك بإتباعك بعض الخطوات البسيطة والمهمة منها:
– راقب الطفل عن كثب لتعرف أي نوع من الذكاء يظهر.
– تجنّب التدخّل بأي انطباعات شخصية لما يجب أن تكون عليه شخصيته.
– ابتعد عن إعطاء الطفل الأجوبة الجاهزة عن أسئلته وحاول مساعدته على البحث والمعرفة بنفسه.
– حاول توفير وسائل إبداعية تزيد بها قدرة الطفل على التعامل مع التحديات الذهنية ومواقف التعلّم الجديدة. – اعمل أيها المربي على توفير بيئة تعليمية مستفزة لفضول الطفل ومحفّزة له تشجعه على الإبداع والابتكار. – لا تركز فقط على تحصيل الطفل لدرجات عالية في المدرسة بل علّمه كيف يكون ذكيا في كلّ المجالات.
– علّم الطفل المهارات الحياتية جنبا إلى جنب مع المهارات المدرسية كالتواصل، القدرة على الإقناع بأفكاره، القدرة على ابتكار حلول للتحديات التي تعترضه…
– لتكن توقعاتك من الطفل معقولة وفي تدرّج مستمر، لا تضغط عليه برغباتك الخاصة.
– شجّع الطفل على القراءة والتعبير عمّا فهمه بصوت مرتفع.
– اعتمد على أسلوب المراحل في تعليمك للطفل، فبمجرّد أن يتمكن من مستوى ما انتقل به إلى المستوى الآخر لا تعطه المعلومات دفعة واحدة كي لا تشوشه.
– شجّع الطفل على تعليم نفسه بنفسه وذلك بأن تعلّمه كيف يبحث عن المعلومة وأين يجدها وكيف يستفيد منها على أن تدعه يعتمد عليك في تحصيل المعلومات الجاهزة.
– حاول تزويد الطفل بلعب تتحدى ذكائه وتجعله يجتهد في حلّها مثل لعبة المتاهة أو المربكات أو الشطرنج…
– حاول أن تتحداه في بعض الألعاب والمسابقات الفكرية فذلك التحدي طريقة من طرق التحفيز.
– من المهم أن يحصل الطفل على قدر كبير من التحفيز من العائلة كي تنمى مواهبه وقدراته الإبداعية.
– وفّر للطفل بيئة مدرسية تشجّع الإبداع، بيئة يسمح فيها بالأفكار الحرّة والمبتكرة وحتى تلك المجنونة أحيانا لكن انتبه إلى أن لا تكون خطرة على الطفل.
– شجّع الطفل على التفكير بطرق جديدة ولا تخضع إلى السائد والموجود كن داعما ومؤيّدا للطفل دائما كي يبدع ويبتكر ويصبح من الناجحين.
– قم بالثناء على عمل الطفل واشكر مجهوده حتى وإن لم يصل إلى النتيجة المرجوة فدعمك له سوف يدفعه إلى المواصلة والإصرار على تحقيق النجاح.
– حصّن الطفل ضدّ الفشل ولا تدعه يكون عائقا أمامه، قل له أن الفشل موجود لنتعلّم منه وليس ليحبطنا ونستسلم له.
– أكثر من العبارات الإيجابية للطفل مثل أنت ذكي تستطيع النجاح، أنا أثق في قدراتك الكبيرة على التفوق والتميز، أنت تستحق النجاح لأنك ذكي…
إذا آمنت أيها المربي بقدرتك على تحسين طاقة الطفل الذهنية والفكرية فذلك يعني تخلّصك من تلك الاعتقادات الخاطئة عن الذكاء الموروث، فالطفل ليس سوى ما تصنعه به التربية على حدّ تعبير كانط وإذا أردنا أن ننشئ جيلا مبدعا ومبتكرا يحترم قدراته الذهنية علينا أن نتخلى عن تلك الأفكار الموروث التي تحد من قدرات الطفل ونعمل على إيجاد أساليب تربوية وتعليمية حديثة تساعدنا على اكتشاف مواهب الأطفال ومعرفة نمط تعلّمهم والعمل على تطويره وتمتينه، وذلك بالمشاركة في دورات تكوينية و ورشات تدريبية تفاعلية في تطوير المهارات التربوية والتعليمية للمربين لتعمّ الفائدة ونساعد الأطفال على التعلّم والتطوّر والإبداع كلّ في مجاله.
الكاتبة:
إناس بوعلي
ماجستار فلسفة التربية الحديثة
مدرّبة ومستشارة مهارات تربوية وتعليمية.