تحاليل _ تحاليل سياسية _ «نداء تونس» يهدّد بالتخلّي عن السلطة والتوجّه للمعارضة والشاهد يخيّر وزراءه بين الحكومة والحزب.
في حلقة جديد من مسلسل الخلاف بين نجل الرئيس التونسي ورئيس الحكومة، هدد الحزب الحاكم بالتخلي عن السلطة والتوجه إلى المعارضة، في وقت عقد فيه المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي اجتماعًا لبحث إمكانية «إقالة» رئيس الحكومة يوسف الشاهد، الذي خير نواب حزبه بين البقاء في الحكومة ومغادرة الحزب أو العكس، فيما تحدثت بعض المصادر عن احتمال قيام رئيس البرلمان بـ»وساطة» لحل الخلاف بين الشاهد وقائد السبسي.
وقالت مصادر برلمانية إن المدير التنفيذي لحزب «نداء تونس» الحاكم، حافظ قائد السبسي، عقد اجتماعًا «مغلقًا» (بعيدًا عن وسائل الإعلام) مع أغلب أعضاء الكتلة البرلمانية للحزب، لمناقشة موضوع الاستقالات الأخيرة وبحث «مصير» رئيس الحكومة يوسف الشاهد، الذي تردد مؤخرًا عن وجود نية لـ»إقالته» من الحزب.
وأشار القيادي في الحزب عبد الرؤوف الخماسي إلى وجود اجتماع آخر للهيئة السياسية للحزب سيخصص لحسم مسألة إقالة رئيس الحكومة يوسف الشاهد من الحزب، على اعتبار أنه «خرق» النظام الداخلي للحزب.
فيما اعتبرت البرلمانية في الحزب، هالة عمران، أن الشاهد «أضر» بالموقع السياسي للحزب، وألمحت إلى احتمال إقالة أطراف أخرى أساءت للحزب، فيما نفى رئيس كتلة «نداء تونس» سفيان طوبال، وجود نوايا للمزيد من الاستقالات من الحزب.
وكان ثمانية نواب أعلنوا انسحابهم من حزب «نداء تونس»، وبرروا قرارهم بـ«خيبة الأمل» من طريقة تسيير الحزب، فيما أشارت بعض المصادر إلى احتمال حدوث موجة أخرى من الاستقالات داخل الحزب، الذي سارعت قيادته لاتهام رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالوقوف وراء هذا الأمر، فيما لم يعلق الشاهد حتى الآن على هذا الأمر.
من جانب آخر، كشف القيادي في «نداء تونس» خالد شوكات، عن وجود «نية» لدى الحزب للانسحاب كليًا من الحكم، والعمل داخل المعارضة، مضيفًا: «نحن نفضّل أن نكون في مطلع السنة السياسية في المعارضة على أن نتحمّل تبعات حكومة لا تحترم قواعد الديمقراطية وأعرافها، ولا تحترم برنامج الحزب الأساسي الذي أسهم في تشكيلها».
وتابع: «سنعتذر من شعبنا ونصارحه بالحقيقة ونعود إلى قواعدنا لنستعد للاستحقاقات المقبلة الداخلية والخارجية على السواء، وعلى من يتوارى أن يظهر إلى العلن ويتحمل مسؤولية الحكم، وعلى من خرج من النداء لأنه لامنا على التوافق مع النهضة طوال السنوات الماضية أن يكشف عن وجهه الحقيقي وأن تكون لديه الشجاعة في توقيع شراكة أقل ندّية وأكثر تبعية مع الإسلاميين».
فيما أكدت مصادر إعلامية أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد خيّر أعضاء حكومته التابعين لحزب «نداء تونس» بين الاسقالة من الحزب والمحافظة على عضويتهم في الحكومة و«التبرؤ» من موقف الحزب المعارض لتوجهات الحكومة، أو البقاء في الحزب والانسحاب كليًا من الحكومة.
وكان حزب «نداء تونس» أعلن في وقت سابق أن أعضاءه في الحكومة فوضوا قيادة الحزب باتخاذ «القرارات السياسية المناسبة فيما يتعلق بالمسألة الحكومية»، فيما أكد برهان بسيّس المكلف بالشؤون السياسية في «نداء تونس» أن حزبه مستعد لجميع السيناريوهات، بما فيها دعوة وزرائه للانسحاب من حكومة يوسف الشاهد، مشيرًا إلى أن الحزب ما زال متمسكًا بوثيقة قرطاج 2، وخاصة النقطة 64 المتعلقة بالتغيير الحكومي الشامل.
فيما دعا رئيس البرلمان محمد الناصر، رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى جلسة عمل في قصر باردو (مقر البرلمان) لمناقشة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والاستعداد لانطلاق الدورة النيابية القادمة، فيما أشارت بعض المصادر إلى احتمال قيام الناصر بـ»بوساطة» لحل الخلاف المستمر بين الشاهد وحافظ قائد السبسي.
وقبل أشهر، شن رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، هجومًا كبيرًا على نجل الرئيس التونسي، حافظ قائد السبسي، متهمًا إياه بتدمير حزب «نداء تونس»، مشيرًا إلى أنه حان الوقت للبدء بـ»إصلاح» الحزب ليستعيد ثقة التونسيين، ورد قائد السبسي بالدعوة إلى استقالة الحكومة التي اعتبر أن «فشلها» على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي يشكل خطرًا على استقرار البلاد.
____________________________________________________________________________________
*حسن سلمان.