تحاليل _ تحاليل سياسية _ هل انتهى الحلم التركي؟. |بقلم: إسماعيل باشا*.
نشرت صحيفة الحياة اللندنية التي يملكها الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز ابن أخ الملك السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال الأيام الماضية مقالًا بعنوان “نهاية الحلم التركي”.
يشير المقال الذي حمل توقيع إلياس حرفوش والمتوافق مع ما يروجه أعضاء الكيان الموازي من أخبار عن “نهاية حلم أردوغان”، إلى هبوط الرئيس أردوغان في خطابه الأخير إلى مستوى خطابات قادة أوروبا العنصريين من شاكلة مارين لوبان وغيرت فيلدرز.
ويبدأ حرفوش مقاله بالحديث عن الحلم الذي راودهم بشأن تقديم نموذج مختلف للحكم في تركيا مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة ومن ثم قوله “بأننا كنا مخطئين” مشيرًا إلى خيبة أملهم في النهاية.
ولكن ما هو ذاك الحلم؟
كانوا يتوقعون أن يقدّم أردوغان نموذجًا للحكم في تركيا يختلف عن النماذج التي حكمت العالم العربي والإسلامي ويبعدها عن احتمالات الحكم العسكري ويضعها على طريق الحداثة والاقتراب من العصر. وتصورهم بأن تشكل تركيا مثالًا عن التصالح بين الثقافات وإظهارها قدرة حزب إسلامي على دخول نادي الديمقراطيات الأوروبية.
غير أن ذلك الحلم انتهى. وهذا بالضبط هو الذي يغيظ حرفوش وأمثاله.
لأن نموذج الديمقراطية والتنمية والازدهار الذي حققته تركيا في ظل قيادة أردوغان يقدم إلهامًا لشعوب المنطقة ويزعزع عروش الأنظمة العربية المتعفنة. ولو أنه انحاز إلى الانقلاب بدلًا من الانحياز إلى إرادة الشعب ودعم دكتاتور مصر مثلما فعل قادة أوروبا لما خاب أملهم بأردوغان آنذاك.
لذلك دعكم من الكلام عن “نموذج ديمقراطي يبعد تركيا عن احتمالات الحكم العسكري”؛ لأنهم كانوا أول من سيصفق ويهلل فيما لو نجحت المحاولة الانقلابية في الـ 15 من جويلية.
في الواقع كان هناك حلم راود البعض حينما انفصل أردوغان ورفاقه عن حزب الرفاه وأسّسوا حزب العدالة والتنمية. بأنهم سيقضون على الإسلام السياسي ويحولون الإسلاميين إلى ألعوبة بيد الغرب مثل غالبية مريدي الكيان الموازي. ويرهنون إدارة البلاد بالكامل بيد أوروبا وأمريكا وبذلك ستدخل تركيا “نادي الديمقراطيات الأوروبية”.
غير أن مراعاة حكام تركيا مصالح البلاد بدلًا من القبول بالإملاءات الغربية وتبنيهم خطًا مستقلًا قد خيب آمالهم تلك. وإن كان حلمهم قد انتهى فحلمنا ما زال قائمًا ويمضي قدمًا في طريقه ليصبح واقعًا. بالإضافة إلى تنفيذ المشاريع العملاقة تدريجيًا.
كما تشير استطلاعات الرأي وكافة المؤشرات حتى الآن إلى أن الموافقة على نظام الحكم الجديد في الاستفتاء الشعبي ستؤدي إلى تعزيز إرادة الشعب بوضعها حدًا لانعدام الاستقرار السياسي وقطعها الطريق أمام مناورات بؤر الوصاية.
مما يعني مواصلة التقدم التركي على طريق الديمقراطية والتنمية والازدهار وبخطوات حاسمة.
وإن كان هناك شيء ما انتهى فهو حلم من يظنون أن بوسعهم توجيه واستغلال تركيا كيفما يشاؤون. ليتحول حلمهم هذا إلى كابوس.
أما الباحث الأمريكي، مايكل روبن، المقرب جدًا من تنظيم الكيان الموازي، فقد نشر في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مؤخرًا تغريدة زعم فيها أن رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان “وصل إلى نهاية الطريق”.
حيث شرع هذا المغفل الذي يقال إن لا أحد يعيره اهتمامًا في أمريكا، بسرد الحجج الموجودة في الدعاية السوداء للكيان الموازي عند ظهور بعض الترابط مع الأباطيل التي نشرها باللغة التركية.
ذلك أن محاولات أمثال حرفوش وروبن استخدام عبارات مثل “انتهى” و”وصل إلى نهاية الطريق” وغيرها؛ تعطي دفعًا معنويًا للفئة التي يخاطبونها. مثل الداعمين للانقلاب في مصر المستفيد الأكبر في الشارع العربي من الفكرة التي يساومون عليها. فضلًا عن مواساة بعضهم البعض.
فالطريق مفتوح أمام تركيا في ظل قيادة أردوغان والقافلة تسير ولا يضرها نباح الكلاب.
———————————————————————————–
* كاتب تركي.