تحاليل _ تحاليل سياسية _ الاعتداء على حافلة جزائرية يثير موجة استنكار في تونس. |بقلم: حسن سلمان.
أثارت حادثة اعتداء على حافلة جزائرية في العاصمة التونسية موجة من الاستنكار في البلاد، حيث انتقد عدد من النشطاء هذا النوع من الحوادث «المعزولة واللامسؤولة» التي تؤثر سلبا على الموسم السياحي في البلاد، فيما قامت وزيرة السياحة بزيارة المتضررين وتأمين وسائل نقلهم إلى بلادهم.
وأكدت وزارة الداخلية التونسية، في بلاغ أصدرته الثلاثاء، تعرّض حافلة «كان بداخلها شبان جزائريون من جمهور مباراة كرة القدم التي جمعت نادي اتحاد العاصمة الجزائري بنظيره أهلي طرابلس الليبي في مدينة صفاقس»، في منطقة «حي الزهور» في العاصمة التونسة إلى الرشق بالحجارة والاعتداء على سائقها من قبل بعض «المنحرفين».
وأضاف البيان «بإجراء جملة من التحريات الميدانية، تبين أن الحافلة الجزائرية المستهدفة (…) لمح ركابها مجموعة من المنحرفين بصدد سلب إمرأة في الطريق الشيء الذي أدى إلى توقف الحافلة وتدخل بعض ركابها قصد إثنائهم عن القيام بهذه العملية، الأمر الذي أدى إلى رشقهم بالحجارة من قبل أولئك المنحرفين الذين استنجدوا بمجموعة أخرى ناهز عددها 30 شخصا واصلوا الاعتداء عليهم مستغلين حالة الفوضى التي نتجت ليتسنى لأحدهم الاقتراب من سائق الحافلة والاعتداء عليه بقارورة مهشمة على مستوى الرقبة ثم تحصن بالفرار. وبالتنسيق مع النيابة العمومية، أذنت بالاحتفاظ بـ17 شخصا من بينهم 4 أطفال، علما وأن الأبحاث والتحريات لاتزال متواصلة للتعريف بباقي الجناة و تقديمهم إلى العدالة».
واستنكر عدد من النشطاء الحادثة التي اعتبر بعضهم أنها «معزولة وغير مسؤولة» وتؤثر سلبا على الموسم السياحي، وخاصة أن تونس تشكل قِبلة لعدد كبير من السياح الجزائريين، فيما رأى آخرون أن الحادث يمثل «فضيحة» ويقدم صورة سيئة عن تونس، داعين السلطات إلى تكثيف الإجراءات الأمنية في بعض المناطق التي تشهد يوميا حوادث سلب من هذا النوع.
وقامت وزيرة السياحة سلمى اللومي بزيارة سائق الحافلة الجزائرية المتضررة الذي خضع لعمل جراحي بسيط في أحد المستشفيات، وتعهد الوزارة بتأمين إقامة جميع ركاب الحافلة إلى بلادهم.
ويزور تونس سنويا أكثر من مليون ونصف المليون جزائري، وثمة توقعات حكومية بزيادة هذا العدد إلى حوالي مليوني سائح في ظل العلاقات الجيدة بين البلدين فضلا عن علاقات المصاهرة بين عدد من العائلات في كلا البلدين، حيث اعتاد عدد كبير من الجزائريين على قضاء إجازة نهاية الأسبوع في تونس.