تحاليل _ تحاليل سياسية _ تونس: عشرة أحزاب تعلن تأسيس جبهة سياسية وخبراء يشكّكون في نجاحها. |بقلم: حسن سلمان.
أُعلن الأحد 02 أفريل الجاري في تونس عن تشكيل جبهة سياسية جديدة بعنوان «جبهة الإنقاذ والتقدّم»، وهو الاسم الجديد لجبهة «الإنقاذ» التي تضمّ عشرة أحزاب أبرزها حركة «مشروع تونس» و«الاتحاد الوطني الحرّ» والهيئة التسييرية لحزب «نداء تونس» (شقّ رضا بلحاج)، فضلاً عن عدد من الشخصيات المستقلّة.
وخلال مؤتمر شعبي في العاصمة، حدّد رئيس حركة «مشروع تونس» محسن مرزوق الملامح الرئيسة للجبهة الجديدة، والتي تتركز في خمس نقاط
«الأولى تتعلّق بأنّه لا ولاء إلّا للوطن، بمعنى أنّه يجب ضرب كلّ ما تنتجه الحياة السياسية من تزاوج بين العائلة والسلطة والدولة والمافيا والفساد التي تخترق سيادة الدولة، هذه الجبهة تختار الدولة ومؤسّساتها.
الثانية تتعلّق بالتقدّم فنحن ضدّ من يريد أن يأخذنا إلى الماضي وسنعمل لنكون رأس حربة للإصلاحات.
الثالثة تتعلّق بنمط حياة التونسيين فالجبهة ستكون حاجزاً ضدّ محاولة بعض الناس العودة لما كان عليه الأمر بعد الثورة (خلال حكم الترويكا) ويجب محاكمة من يقفون وراء إرسال أبنائنا إلى سوريا والعراق،
الرابعة تتعلّق باستمرار بناء المؤسسات الدستورية في البلاد كي نعيش في دولة القانون، لأنّ القانون لا يُطبق في تونس ولذلك يجب فرض القانون على الجميع،
والخامسة تتعلق بالمسألة الثقافية، فهذه الأمة من حقها أن تعبّر عن نفسها عبر الثقافة والإبداع بكل حرية».
فيما اعتبر رضا بلحاج القيادي في «الهيئة التسييرية لنداء تونس» أن تونس «تعيش أوضاعاً صعبة، بدأت تظهر أزمة انتكاسات تهدّد بعودة شبح الترويكا، والمشهد السياسي بدأ يختل والمستفيد هو حركة النهضة وأتباعها من مهدّدي مقومات الدولة الحديثة»، مضيفا «النهضة أصبحت الماسك الفعلي لدواليب الحكم، وهذه الوضعية أصبحت تهدّد استقرار مؤسّسات الحكم واستقلالها (مع غياب) الشروط الموضوعية للتداول على السلطة (…) والتجربة الديمقراطية في خطر، كما أنّ الانتقال الاقتصادي والاجتماعي معطّل وحكومة الوحدة الوطنية لم تجد السند السياسي المطلوب».
واتهم سليم الرياحي رئيس حزب «الاتحاد الوطني الحر» حركة «النهضة» بممارسة ما سمّاه «الإرهاب الاجتماعي» مضيفاً «البرنامج الواضح للنهضة هو الاستثمار في الفقر».
وكان الرياحي كتب قبل أيام على صفحته في موقع «فيسبوك»: «ندعو كلّ الذين ساندونا وجميع من آمن بنا وشجّع مجهوداتنا طوال الأشهر الماضية في تجميع العائلة الوسطية والتقدمية حول كيان سياسي موحّد محوره تونس والتونسيون، أن يتواجدوا معنا (…) للإعلان على جبهة الإنقاذ».
وأضاف «سبق أن خضنا وانتصرنا في عديد المعارك السابقة ضدّ الانتهازيين منذ الثورة إلى اليوم، وجعلنا الشعب ينتخبنا بكثافة في 2014. الآن حان الوقت لعملية انقاذ ثانية ليست كالسابق، ولمعركة سياسية جديدة سنخوضها معاً بكل الوسائل الديمقراطية، بين من لا يملك برنامج ومن له برنامج، و بين من يحترم الدولة ومن ينتهكها».
ويرى بعض السياسيين والمحلّلين أن هيئة الإنقاذ لا تملك مقومات كثيرة (سياسية واقتصادية) للنجاح على اعتبار تضارب مصالح مؤسسيها، فضلاً عن اجتماعهم حول فكرة أساسية تقوم على «مهاجمة حركة النهضة، والتسويق لأنفسهم كمعارضين للمشروع الإسلامي بهدف الوصول إلى السلطة».