تحاليل _ افتتاحية _ أيّها التونسيون… متى يكون كلّ واحد منّا (الجندي أدولف) ؟؟؟
اليوم سأحكي لكم حكاية الجندي أدولف…
في الحرب العالمية الأولى وفي الجيش الألماني كان هناك جنديّ شابّ.. كان دميم الخلقة، قصير القامة وبطيء النّطق والفهم..
كان كلّ الجنود في كتيبته يسخرون منه، ولأنّه كان يحمل إسم (أدولف) كان رفاقه ينادونه بـ ”القائد” سخريّة منه…
لم يكن ( أدولف) كاذبا ولا متملّقا ولا متذمّرا من المعارك والتّدريبات القاسيّة؛ وكان باقي رفاقه يحترمون فيه ذلك ويأتمنونه على أسرارهم ويصدّقونه في كلّ ما يقوله لهم…
وذات يوم وخلال تحرّك الكتيبة في إحدى غابات بولونيا نزف أنف أحد الجنود وأغمي عليه من شدّة البرد…. فأمر القائدُ الكتيبةَ بالتحرّك.. لكن ( أدولف) لم يستطع ترك الجنديّ النّازف…
لم يكن ذلك الجندي طيّبا مع ( أدولف) بل كان يناديه طوال الوقت بـ ”العجوز العرجاء” و”نقّار الخشب” في سخرية من أنفه الطّويل.. لكنّ( أدولف ) نسي كلّ ذلك وحمله على ظهره..
لم يعترض قائد الكتيبة على ذلك… وبمرور كلّ نصف ساعة كان يقول له: ( أدولف، بامكانك تركه .. سيموت لا محالة… فأنفه نزف كثيرا)..
لكنّ الجنديّ الدّميم كان يحرّك رأسه ويقول: (هو ليس ثقيلا)….
ظلّ ( أدولف) يسير والجنديّ المصاب على ظهره ما يقارب السّبعين ميلا.. إلى حين وصولهما إلى معسكر ألمانيّ… واهتمّ الأطبّاء بعلاج الجندي المريض.. ودخل (أدولف) خيمته ليرتاح..
كان اللّيل قد أرخى سدوله، عندما حضر قائد الكتيبة وقال له :
” لا أستطيع تخيّل أنّ من يهينك بآستمرار وينعتك بأبشع النّعوت هو من أنقذته من الموت؟؟ “
قال أدولف :
”هو أهانني أنا وما أهان ألمانيا… وأنا أنقذته كجنديّ ألمانيّ لا كأدولف الدّميم… أنا أكره تعاليه وغطرسته.. لكن، هو جنديّ من كتيبتي ونشترك في نفس الهدف.. فهل سيجعلني كرهي له أنسى هدف ألمانيا العظيم ؟؟… أنا لم أعد أدولف الدّميم قصير القامة منذ دخلت الجيش ورفعت إسم ألمانيا على صدري…… أنا أدولف الجنديّ… “
أيقن قائد الكتيبة أنّ (أدولف) لم يكن بطيء الفهم ولا النّطق.. هو فقط يفكّر كثيرا قبل أن ينطق.. ويفهم بعمق قبل أن يرفع رأسه ليقول فهمت….
——————————————————————
إخوتي الكرام؛ شركاءنا في الوطن ….
متى يكون كلّ واحد منّا (الجندي أدولف) ؟؟؟
متى نتعالى جميعا عن التفاهات ونشترك في بناء وطننا جميعا ؟؟؟
متى نكفّ عن المهاترات والمزايدات وتصيّد عثرات بعضنا البعض ؟؟؟
متى نجتمع سويا تحت شعار ” الحريّة والكرامة والعدالة ” ؟؟؟
متى نجعل الوحدة الوطنيّة هدفنا الأسمى ؟؟؟.
|تحاليل.