تحاليل _ تحاليل سياسية _ عندما “تتحالى القرعة بشعر بنت خالتها”.. النّصر بالأقصى لمن ؟!! |بقلم: لطيفة اغبارية*.
“الهزيمة يتيمة والنصر له مئة أب” ! هذه المقولة رائعة وعميقة برأينا، فلا أحد يرغب الاعتراف بالهزيمة كابن شرعي، عكس النصر الذي يريد الكل التغني به ومحاولة نسبه له بكل ثمن. والمقولة أعلاه يمكننا تطبيقها في الكثير من مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية وهي التي تعنينا هنا.
منذ بدء أزمة وأحداث الأقصى خرجت علينا دول وحكومات وقيادات عربية تتحدث عن دورها في النصر المبين وممارستها “الضغط” على رئيس الوزراء الإسرائيلي”نتنياهو” بإعطاء أوامره بتفكيك الأبواب الإلكترونية التي وُضعت عند مداخل الأقصى.
نقولها بكامل الصراحة وعلى المكشوف باعتبارنا من أهل البلاد الذين يزورون القدس والأقصى باستمرار، ونتابع ونسمع عن كثب عمّا يجري على أرض الواقع بتفاصيله الصغيرة أيضا من خلال عشرات الفيديوهات التي تقوم وسائل الإعلام بتوثيقها على مدار الساعة في هذه البقعة المقدسة، والتي تظهر من هم الذين يتعرضون للمواجهة مع جنود الاحتلال، ومن هم الذين يصابون في الرصاص المطاطي، والغاز المسيل للدموع، بينما لم نجد عواصم عربية إسلامية كبرى قامت بتظاهرة تضامنية فما هي وسائلها في الضغط يا حبذا لو نطّلع عليها.
الإنجاز الحقيقي في إزالة الأبواب الإلكترونية والذي قد لا يعجب القلة، الذين يعيشون أحلام اليقظة، هو للمقدسيين والمرابطين الفلسطينيين وعلماء الدين والذين تم الاعتداء على العديد منهم.
“الحكي في الهوا” سهل في ظل وجود صحافة السلاطين، التي تمجّدهم وتطلق الشعارات الرنانة منذ اليوم الأول للأزمة، وعندما ينتصر الفلسطيني يقومون بالتباهي كحال “القرعة التي تفتخر بشعر ابنة أختها”، والأنكى من ذلك أنّهم ينسبون هذه الإنجازات لهم بكل ثقة.
من قال إنّ إزالة الأبواب قد انتهت فهو مخطئ، فهناك الاحتلال القائم، وهناك اقتراح لسنّ قانون بالسجن خمس سنوات لمن يرفع العلم الفلسطيني، ويوم أمس الخميس تمّ تنغيص فرحة المصلّين بعد فتح الأبواب التي أغلقت قبل أكثر من أسبوعين، من خلال تعرّضهم للرصاص المطّاطي والاختناق بقنابل الغاز، أصيب بها الكثير، واليوم الجمعة انتشرت قوّات كبيرة من الشّرطة ولم يُسمح للرجال الذين تقلّ أعمارهم عن خمسين عاما بدخول المسجد الأقصى، وتمّ إجبار حافلات كانت متوجّهة للأقصى على العودة أدراجها، إضافة لاعتقال العشرات.
لذلك ومن باب العدل ضعوا الأمور في نصابها، فالتغنّي بإنجازات وهميّة يزيد من نقدكم، وقد شاهدنا إحدى الفيديوهات في تظاهرة قامت النسوة بهجاء بترديد جمل شديدة اللّهجة ضدّ بعض الحكّام، ألم يكن بالحري أن تستمعوا بأوقات فراغكم وبرحلاتكم، لا تشغلوا بالكم بما يتعب عقولكم وقلوبكم!؟
—————————————————————————————————–
* كاتبة فلسطينية