تحاليل _ تحاليل فنّية _ تونس: إتهام مدير معرض الكتاب بـ«التطرّف الحداثي» بعد تهديده بإغلاق أجنحة تعرض كتباً دينية.
أثار تصريح لمدير معرض الكتاب هدّد فيه بإغلاق الأجنحة التي تعرض كتبا دينية اعتبر أنهّا «متطرّفة»، جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهمه البعض بممارسة «التطرّف الحداثي» عبر إقصاء الرّأي المخالف، فيما أشاد آخرون بهذه الخطوة على اعتبار أنّها توقف امتداد الفكر «المتطرّف» في البلاد.
وقال الباحث شكري المبخوت مدير معرض تونس الدولي للكتاب إنّه سيكون بالمرصاد لمحاولة «تسريب أيّ محتوى يحرّض على التطرّف طبقاً للقانون»، مضيفاً: «معرض تونس حداثي ومدني وملتزم بقيم الدستور التونسي وإذا تمّ تسريب كتب فنحن بالمرصاد لغلق الجناح برمّته”.
وكتب القاضي أحمد الرحموني (مدير المرصد التونسي لاستقلال القضاء) تحت عنوان «عرض تونس حداثي …ونحن بالمرصاد!»: «تملّكني الفزع وأنا استمع للأستاذ شكري المبخوت (الذي قرأت له رواية الطلياني) وهو يصيح بحدّة غير مبرّرة : معرض تونس حداثي ومدني وملتزم بقيم الدستور التونسي وإذا تمّ تسريب كتب فنحن بالمرصاد لغلق الجناح برمته!».
وأضاف: «لا نناقشه في أن يكون حداثيا ومدنيا وملتزما بالدستور أو أن يكون ما يريد ! لكن نسأله: متى كان المثقفون يتحدثون هكذا ؟ ومن أدراك أن كتابا حداثيا ربما يميل إلى التطرف أو أن كتابا تراه «متطرّفا» ربما «يغرق» في الحداثة! أشباه هؤلاء هم الذين «يفلسفون» لنا الاستبداد تحت مظلة «مكافحة التطرف» ويرهبون الناس بعجرفتهم «الأيديولوجية « وإذا تولوا المناصب يقتلوننا بلغتهم الخشبية».
وكتبت ناشطة تُدعى زاهية تعليقاً على تدوينة الرحموني «إذا كان من أهل القضاء من يعتبر التصدّي للدّواعش وأشباههم عملاً استئصالياً، فقد فهمنا جانبا هامّا من أسباب التراجيديا التي تمرّ بها تونس. للذين يطلقون الأحكام جزافا ويؤوّلون الكلام مفصولا عن سياقاته، زوروا معرض الكتاب واطّلعوا على ما هو معروض فيه حتى تحكموا بعدل على المبخوت، إمّا بكونه استئصالياً أو بكونه صاحب مشروع حضاري لو سارت فيه تونس لما وجدناها في هذا الدرك الذي تردّت إليه عندما تولّى أمرها من يتهمون المبخوت وغيره من نخبة هذه البلاد بأبشع التهم».
وأضاف كريم بولعابي مخاطباً المبخوت: «هل سنعود لعصر كانت فيه الديوانة (الجمارك) والشرطة تصادر كتب الفقه الإسلامي والنظريات الماركسية وغيرها من الكتب التي تنادي بحقوق الإنسان». وقالت سلوى جبري: «نخبة مؤدلجة واستئصالية حدّ النّخاع».
——————————————————————————————-
*حسن سلمان.